بسم الله الرحمن الرحيم
البكاءمن خشية الله - تعالى - سمة الصالحين؛ لأنه يعبر عن صفاء القلب ونقاء النفس وطيبالسريرة، ولين الجلود، وإذا أردنا أن نسعد في الدنيا والآخرة فلابد أن نراجع أنفسنامراجعة دقيقة ولنحاول أن نحصي بعض النعم الظاهرة، مع الإقرار بالنعم الباطنة، يقول - سبحانه -: (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة)، (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إنالإنسان لظلوم كفار).
من هنا يبدأ الإنسانعلاقته بالله - تعالى -، فإن وجد الخير إليه نازلا، والشر إلى السماء صاعدا، فهوجدير بالبكاء، وإن وجد النعم متلاحقة، والمعاصي متوالية فهو جدير بالإجهاش بالبكاء،وإن وجد الحق يدعوه إلى سعادته وهو يولي الأدبار، ويغرق في بحار الهوى واتخذ إلهههواه، فهو جدير بالبكاء، وإن أطاع ربه، ولم يضمن قبول عمله، ولم يأمن غضبه - سبحانه - فهو جدير بالبكاء، ولله در عبد الله بن رواحة كان في ساحة الفداء مجاهدا ألدالأعداء في غزوة مؤتة، وقد سبقه إلى الجنة لفيف من الشهداء، ويتقدم لقيادة الجيش فيثبات وفداء، ثم فجأة يجهش بالبكاء، فقيل أو تخاف الموت كما سبقك إليه زيد بن حارثةوجعفر أبو المساكين، فعجب من منطق هؤلاء، وقال والذي نفسي بيده ما الموت أخاف فلقدجئت من أجله،ولكني الآن ذكرت قوله - تعالى -: (وإن منكم إلا واردها، كان علىربك حتما مقضيا، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيهاجثيًا)[1].
واشتد في البكاء حتى أبكىمن حوله، ودخل في صفوف الأعداء، حتى لحق بموكب الشهداء.
من أحق بالبكاء؟ترى ألسنا أحق من عبد الله بن رواحة بهذا البكاء، هو يبكيوهو يمارس ذروة سنام الإسلام، ويضع قدميه على أقرب طريق إلى الجنة ونحن، وما أدراكما نحن؟!
نحن في الذنوب غارقون، فيالغفلة سائرون، في الشهوات منغمسون، في النعم الإلهية متقلبون، هل قست منا القلوب،أم ماتت فهي عن مآلها غافلة؟!، وعن عذاب الله - تعالى - نائمة، نحن الذين نرفل فينعيم الدنيا أليس من الكياسة أن نجد ونتعب، نصوم ونقوم، نجاهد أنفسنا وعدونا،ونجتهد في رفعة أمتنا وأوطاننا، حتى لا يكون بكاء لا نهاية له، وعويل لا مخفف له: (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) فاطر 37-.
هل جفت مدامعنا بعد أن ضمنا رضا الله والجنة، أم سالتمآقينا لفوات عرض من الدنيا، لموت صديق، أو خسارة مال، أو فوات لقاء حبيب أو سفررفيق، نعم هذه مشاعر إنسانية لكن.. أليس البكاء من خشية الله - تعالى - وارتقاب يومالقيامة، وخوف الحشر والميزان والصراط والنار أولى بهذاالبكاء؟لقد بكى الحبيب - صلىالله عليه وسلم - وهو الذي وعد بالفردوس الأعلى من الجنة، وبكى المبشرون بالجنة حتىكان أبو بكر لا يسمع الناس قراءته من فرط البكاء، وسمى الرجل الآسف أو رجل بكاء،وكان في وجه عمر خطان من كثرة جريان دمعه، وكان عمر بن عبد العزيز يعلو نحيبه عندمايسمع قوله - تعالى -: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)الأنعام 15-.
ألا ما أعظم البكاء إن كان في حب الرحمن، وخوف الجبار،والنوم على ما فات، وإصلاح ما هو آت، فلنجرب أ ن نبكي وليعزم أحدنا على نفسه ألايخرج من صلاته إلا أن يبكي فيطيل السجود المشفوع بانفطار القلب، وخشية الذنب: (يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).
التدريب على البكاءوفي رمضان فرصة مع صلاة التراويح والتهجد وصفاء النفس منقلة العلائق في الدنيا أن نبكي مع السجود والركوع وقراءة القرآن، وفي الحديث: ((إذاقرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)) فالأمر يحتاج إلى تدريب النفس علىالبكاء، حتى يصبر أحب شيء إليه أن يبكي بين يدي ربه، هنا فقط سيشعر أنه أسعد أهلالأرض، هنا سيشعر أن قلبه ينشرح وأن صدره يتفسح، سيرى في عينه جلاء، وفي نفسه نقاء،هنا يكون الصوم والقرآن والصلاة والذكر قد أزالوا كل الران عن القلوب، وأزاحواالقسوة عنها، إننا يا قومنا قد أثقلنا جسومنا وضيقنا صدورنا يوم رضينا بأن نطوف فيأسواق الدنيا تاركين أسواق الآخرة، يوم أن فرحنا بمركب سريع، أو منصب رفيع أو حلةأنيقة أو امرأة وضيئة، ونسينا الموت والبلى، نسينا القبر وظلمته، واللحد ووحشته،والبعث وكربته، والحشر وشدته، والصراط ووقفته، نسينا أن كل ما تحت أديم السماء إلىفناء، وأن الباقيات الصالحات خير، عند ربك ثوابًا وخير أملا، ألا فلنبك لنشعربالعبودية حقا، وعندها سيتولى الله أمرنا، ويسدد على الخير خطواتنا، ولقد أذن اللهألا يجمع على عبد خوفين ولا أمنين، فمن خاف في الدنيا أمن في الآخرة، ومن أمن فيالدنيا خافه في الآخرة، فهيا نبكي على ماضينا لإصلاح مستقبلنا، هيا نجعل من هذاالشهر فرصة للمراجعة الشاملة لأوقات ليلنا ونهارنا، لكسبنا وإنفاقنا، لمعاملاتنا معالآباء والأمهات والجيران والأرحام، والمسلمين في كل مكان، آنئذ نكون قد وضعناأقدامنا على طريق السعادة في الدارين معًا.
والله الموفق.
البكاءمن خشية الله - تعالى - سمة الصالحين؛ لأنه يعبر عن صفاء القلب ونقاء النفس وطيبالسريرة، ولين الجلود، وإذا أردنا أن نسعد في الدنيا والآخرة فلابد أن نراجع أنفسنامراجعة دقيقة ولنحاول أن نحصي بعض النعم الظاهرة، مع الإقرار بالنعم الباطنة، يقول - سبحانه -: (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة)، (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إنالإنسان لظلوم كفار).
من هنا يبدأ الإنسانعلاقته بالله - تعالى -، فإن وجد الخير إليه نازلا، والشر إلى السماء صاعدا، فهوجدير بالبكاء، وإن وجد النعم متلاحقة، والمعاصي متوالية فهو جدير بالإجهاش بالبكاء،وإن وجد الحق يدعوه إلى سعادته وهو يولي الأدبار، ويغرق في بحار الهوى واتخذ إلهههواه، فهو جدير بالبكاء، وإن أطاع ربه، ولم يضمن قبول عمله، ولم يأمن غضبه - سبحانه - فهو جدير بالبكاء، ولله در عبد الله بن رواحة كان في ساحة الفداء مجاهدا ألدالأعداء في غزوة مؤتة، وقد سبقه إلى الجنة لفيف من الشهداء، ويتقدم لقيادة الجيش فيثبات وفداء، ثم فجأة يجهش بالبكاء، فقيل أو تخاف الموت كما سبقك إليه زيد بن حارثةوجعفر أبو المساكين، فعجب من منطق هؤلاء، وقال والذي نفسي بيده ما الموت أخاف فلقدجئت من أجله،ولكني الآن ذكرت قوله - تعالى -: (وإن منكم إلا واردها، كان علىربك حتما مقضيا، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيهاجثيًا)[1].
واشتد في البكاء حتى أبكىمن حوله، ودخل في صفوف الأعداء، حتى لحق بموكب الشهداء.
من أحق بالبكاء؟ترى ألسنا أحق من عبد الله بن رواحة بهذا البكاء، هو يبكيوهو يمارس ذروة سنام الإسلام، ويضع قدميه على أقرب طريق إلى الجنة ونحن، وما أدراكما نحن؟!
نحن في الذنوب غارقون، فيالغفلة سائرون، في الشهوات منغمسون، في النعم الإلهية متقلبون، هل قست منا القلوب،أم ماتت فهي عن مآلها غافلة؟!، وعن عذاب الله - تعالى - نائمة، نحن الذين نرفل فينعيم الدنيا أليس من الكياسة أن نجد ونتعب، نصوم ونقوم، نجاهد أنفسنا وعدونا،ونجتهد في رفعة أمتنا وأوطاننا، حتى لا يكون بكاء لا نهاية له، وعويل لا مخفف له: (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل) فاطر 37-.
هل جفت مدامعنا بعد أن ضمنا رضا الله والجنة، أم سالتمآقينا لفوات عرض من الدنيا، لموت صديق، أو خسارة مال، أو فوات لقاء حبيب أو سفررفيق، نعم هذه مشاعر إنسانية لكن.. أليس البكاء من خشية الله - تعالى - وارتقاب يومالقيامة، وخوف الحشر والميزان والصراط والنار أولى بهذاالبكاء؟لقد بكى الحبيب - صلىالله عليه وسلم - وهو الذي وعد بالفردوس الأعلى من الجنة، وبكى المبشرون بالجنة حتىكان أبو بكر لا يسمع الناس قراءته من فرط البكاء، وسمى الرجل الآسف أو رجل بكاء،وكان في وجه عمر خطان من كثرة جريان دمعه، وكان عمر بن عبد العزيز يعلو نحيبه عندمايسمع قوله - تعالى -: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)الأنعام 15-.
ألا ما أعظم البكاء إن كان في حب الرحمن، وخوف الجبار،والنوم على ما فات، وإصلاح ما هو آت، فلنجرب أ ن نبكي وليعزم أحدنا على نفسه ألايخرج من صلاته إلا أن يبكي فيطيل السجود المشفوع بانفطار القلب، وخشية الذنب: (يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا).
التدريب على البكاءوفي رمضان فرصة مع صلاة التراويح والتهجد وصفاء النفس منقلة العلائق في الدنيا أن نبكي مع السجود والركوع وقراءة القرآن، وفي الحديث: ((إذاقرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)) فالأمر يحتاج إلى تدريب النفس علىالبكاء، حتى يصبر أحب شيء إليه أن يبكي بين يدي ربه، هنا فقط سيشعر أنه أسعد أهلالأرض، هنا سيشعر أن قلبه ينشرح وأن صدره يتفسح، سيرى في عينه جلاء، وفي نفسه نقاء،هنا يكون الصوم والقرآن والصلاة والذكر قد أزالوا كل الران عن القلوب، وأزاحواالقسوة عنها، إننا يا قومنا قد أثقلنا جسومنا وضيقنا صدورنا يوم رضينا بأن نطوف فيأسواق الدنيا تاركين أسواق الآخرة، يوم أن فرحنا بمركب سريع، أو منصب رفيع أو حلةأنيقة أو امرأة وضيئة، ونسينا الموت والبلى، نسينا القبر وظلمته، واللحد ووحشته،والبعث وكربته، والحشر وشدته، والصراط ووقفته، نسينا أن كل ما تحت أديم السماء إلىفناء، وأن الباقيات الصالحات خير، عند ربك ثوابًا وخير أملا، ألا فلنبك لنشعربالعبودية حقا، وعندها سيتولى الله أمرنا، ويسدد على الخير خطواتنا، ولقد أذن اللهألا يجمع على عبد خوفين ولا أمنين، فمن خاف في الدنيا أمن في الآخرة، ومن أمن فيالدنيا خافه في الآخرة، فهيا نبكي على ماضينا لإصلاح مستقبلنا، هيا نجعل من هذاالشهر فرصة للمراجعة الشاملة لأوقات ليلنا ونهارنا، لكسبنا وإنفاقنا، لمعاملاتنا معالآباء والأمهات والجيران والأرحام، والمسلمين في كل مكان، آنئذ نكون قد وضعناأقدامنا على طريق السعادة في الدارين معًا.
والله الموفق.
الأحد يونيو 03, 2012 9:44 pm من طرف Iea Der
» Ramona and Beezus 2010
الثلاثاء مارس 15, 2011 11:37 pm من طرف محترف البريك
» فيلم الرعب والفانتازيا للكبار فقط Let Me In 2010 نسخه DVDRip مترجم
الثلاثاء مارس 15, 2011 11:31 pm من طرف محترف البريك
» فيلم الأكشن S.W.A.T.: Firefight 2011 مُترجم بمساحة 289 ميجا
الثلاثاء مارس 15, 2011 11:09 pm من طرف محترف البريك
» كيف تتوقف عن التدخين ..؟؟
الثلاثاء مارس 15, 2011 1:49 am من طرف عاشق البحر
» ناروتو شيبودن الحلقة 202 | naruto shippuden 202 | سباق الضوء | مترجمة
الإثنين مارس 14, 2011 3:02 am من طرف the man x1
» هااي جماعه
الإثنين مارس 14, 2011 2:40 am من طرف شجون الليل
» حصريا (mtv) ستايل ب فن Graffiti
الإثنين مارس 14, 2011 2:27 am من طرف the man x1
» مزارع تسقى بـ مياه مجاري
الإثنين مارس 14, 2011 2:22 am من طرف leader ♔